الأربعاء، مارس 27، 2013

انتهاكات حقوق الإنسان :أسر شهداء حرب الصحراء نموذجا


ابراهيم العيرج
هام جدا : أكاد أجزم أن كل من يملك بين جوانحه قلب إنسان حقيقي بعد الا طلاع على هذا الجزء البسيط و الذي لا يشكل إلا نسبة 1%مما هو متوفر لدى الجمعية،من الانتهاكات الخطيرة التي شابت ملف هذه الأسر،لن تذرف عيونه دمعا ،بل سينفطر قلبه دما. 
إذا كان تسليط الضوء على الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان التي حصلت في الماضي –سنوات الجمرالرصاص-قد مكنت المغاربة من طي صفحة من تاريخهم الأليم إلى غير رجعة مع ما صاحبه من جبر للضرر.
فإن الملاحظ أن صفحة أخرى أهملت و لم تحظ بما تستحق من عناية و اهتمام من طرف أجهزة الدولة والمؤسسات التي أنشأت لهذا الغرض، إنها الانتهاكات المادية والمعنوية ذات الصلة بملف ضحايا حرب الصحراء، نخص بالذكر هنا أسر شهداء ومفقودي و أسرى الصحراء المغربية.
في هذا الإطار يأتي اهتمام و اشتغال ناشطي ومناضلي الجمعية الوطنية لأسر شهداء ومفقودي وأسرى الصحراء المغربية عبر فروعها بمختلف ربوع التراب الوطني، وذلك من أجل تسليط الضوء على ملف منسيي الكفاح الوطني من أجل استكمال الوحدة الترابية للمملكة والدفاع عن سلامة و أمن الشعب المغربي في حدود سيادة دولته، إنه ملف أسر الشهداء والمفقودين والأسرى في شقه الحقوقي،ولوضع الرأي العام الوطني والدولي أمام الانتهاكات الخطيرة في المجال الحقوقي التي عرفها و لازال هذا الملف، وكذا حجم المأساة التي تعيشها هذه الأسرمنذ بداية افتعال النزاع حول الصحراء المغربية.
فككل الحروب التي تعرفها البشرية والتي تخلف آثار سلبية متعددة الأبعاد، فقد خلفت الحرب التي خاضها المغرب من أجل استرجاع صحرائه ضد الجزائر عبر صنيعتها البوليساريو، و التي اقتضت تضحيات من طرف أبطال استبسللوا و استرخصوا أرواحهم وحرياتهم،قلنا خلفت آثارا و جروحا نفسية لم تندمل، زاد من حدتها غياب ثقافة التقدير و الاعتراف،و الإهمال و التنكر الذي تعرضت له أسر هؤلاء، والانتهاكات الجسيمة لأبسط حقوقها،هذا دون الحديث عن كلفة الحرب التي رهنت مستقبل أجيال، كماعطلت التنمية ببلدنا. وما يهمنا في هذا المقال الذي نضع بين أيادي القراء الكرام هو الجانب البشري الذي يتمثل في استشهاد آلاف الجنود، وفقدان المئات منهم، وأسر أكثر من الألفين بساحة الشرف خلال المعارك الحربية التي خاضتها القوات المسلحة الملكية ضد البوليساريو و راعيتها الجزائر، و ذلك من أجل هدف نبيل و هو الوحدة الترابية، - قضية المغاربة الأولى- قضية الصحراء المغربية ، ولم يذهبوا ضحية كارثة طبيعية: كزلزال أوعاصفة بحرية أوحريق مهول. الشيء الذي انعكس سلبا على أسرهم وأثر نفسيا واجتماعيا على حياتهم اليومية أمام تناسي الدولة المغربية وباقي مكوناتها السياسية والنقابية والحقوقية لما يزيد عن ثلاثة عقود من الزمن .
من بين هذه الانتهاكات القارئ الكريم :
الشهداء:
- الطريقة اللامسؤولة واللاأخلاقية التي اعتمدتها الدولة المغربية في إخبار الأسر عند استشهاد ذويها دون أدنى احترام لمشاعر هذه الأسر، بل أكثر من ذلك لم يكن مسموحا لهم حتى البكاء على فراق أحبتهم تحت أشكال مختلفة من التهديد و الوعيد من طرف السلطة بتلاوينها. (خرق الحق في المعرفة)
-لازال التعتيم متواصلا حول العدد الحقيقي للشهداء الذين سقطوا في ساحة الشرف.
-حرمان الأيتام من صفة مكفول الأمة(مهمل الأمة) منذ استشهاد و أسر و فقدان الأباء حسب الظهير المنظم والتي تخول لحاملها عدة امتيازات نذكرمن بينها : تعويض مادي سنوي حدد مع الحكومة الحالية في 15000درهم،الأولوية في المناصب في المؤسسات العمومية.،.....إلخ
- حسب الإحصاء الذي أنجزته الجمعية عبر فروعها تبين أن أغلب الأرامل أميات. الشيء الذي عرضهن للإهانة والمضايقة عند ولوجهن للإدارات من أجل إعداد الوثائق المطلوبة......الخ (و اللائحة طويلة)
الأسرى المفرج عنهم:
-عدم اعتراف الدولة المغربية بوجود أسرى لها لدى الخصم
-كل الأسرى سلمت لذويهم شواهد تفيد الفقدان في مكان مجهول، وليس الأسرخلال معارك حربية.
-استقبال بارد بالنكران يدل استقبالهم كأبطال حيث مرت عودتهم في حياء وحشمة لا تليق ومستوى التضحيات الجسام التي قدموها في سبيل هذا الوطن، و ما عانوه بمخيمات الذل و العار بتندوف
المفقودون:
- وجود فراغ قانوني في التشريع المغربي فيما يخص وضعية المفقود ،وضع شاذ -المنزلة بين منزلتين-
-حرمان هذه الفئة من الاستفادة من مجموعة من الحقوق المخولة لها بدعوى أن ذويهم لا يزالون على قيد الحياة !
- شواهد الوفاة المسلمة لأسرهم تفيد أن هؤلاء وافتهم المنية في مناطق نفوذ مغربية أثناء مزاولتهم لمهامهم العسكرية، رغم إعلان الدولة لفقدانهم لأكثر من عشرين سنة، وأن أغلبهم توفوا بتندوف تحت التعذيب الجسدي،أو رميا بالرصاص . ..............الخ

الخميس، مارس 21، 2013

محمد البوطي بين محراب الايمان و بلاط بشار


بقلم : مبارك الحسناوي
اثناء دراستي بجامعة القرووين تمكنت من التعرف على الشيخ الجليل محمد سعيد رمضان البوطي من خلال كتابه القيم فقه السيرة ، و قد اعجبت كثيرا بمنهجه التربوي و طريقة عرضه للأحداث و مناقشته للمواقف و لم اتمالك نفسي و انا اقرأ في صفحات الكتاب عن الأذى الذي  ناله النبي صلى الله عليه و سلم و صبره و دعائه بالهداية لمن عذبوه و آذوه . و كان لتوسطه في مسألة خلاف الصحابة اثر كبير في تقدير هذا الرجل العالم الجليل .
و تابعت اخبار الشيخ و محاضراته القيمة على قناة الرسالة و كانت محاضرات لا تخلو من عبرات و دمعات تسيل من عينيه الذابلتين و هو البالغ من الكبر عتيا و لم اشك يوما في ورعه و لا تقواه ، و ما شككت .
لكن مع انطلاقة الثورة السورية و اصطفافه  الى جانب الطاغية بشار ، تسربت الى خلدي مجموعة من الأسئلة المحرجة : هل نافق البوطي ؟ هل خاف البوطي ، هل سكت البوطي حفاظا على بيضة سوريا من التفرقة و الشتاة كما سكت الكثير من علماء المسلمين في مراحل شتى من تاريخ الأمة ؟
و لا ازعم انني اعرف سبب وقوفه مع بشار الى جانب من وقف و هلل لكنني جد متيقن ان هذه خطيئة كبيرة  في حق الشعب السوري  و أن الله سبحانه و تعالى سائله عن سكوته بل عن وقوفه مع بشار .لكنني لا أزعم انه من اهل النار او ان الله لن يغفر له فذلك امر الله ان شاء رحمه وان شاء عذبه .
و انقل لكم بعض مما كتب رحمه الله في كتابه فقه السيرة في آداب زيارة الرسول صلى الله عليه و سلم "واعلم أن لزيارة قبره صلى الله عليه وسلّم آدابا لا بد من اتباعها ، فإن أكرمك الله تعالى بالتوجه الى زيارته ،فاعقد العزم أولا على زيارة مسجده صلى الله عليه وسلّم ثم انو مع ذلك زيارة قبره الشريف. ثم اغتسل قبيل دخولك المدينة . والبس أنظف ثيابك .واستحضر في قلبك شرف المدينة وأنك في البقعة التي شرّفها الله بخير الخلائق .فإذا دخلت المسجد فاقصد الروضة الكريمة ، وصل ركعتي تحية المسجد مابين القبر والمنبر ، فإن دنوت من القبر الشريف بعد ذلك ، فإيّاك أن تهجم عليه وتلتصق بالشبابيك أو تتمسح بها كما يفعل الكثير من الجهال ، فتلك بدعة توشك أن تكون محرّمة .بل قف بعيدا عن القبر نحو أربعة أذرع ناظرا أسفل ما يستقبلك من جدار القبر ، وأنت غاض الطرف تستشعر الهيبة والإجلال ، ثم سلّم على رسول الله صلى الله عليه وسلّم بصوت خفيض [8]  » السلام عليك يا رسول الله ، السلام عليك يا خيرة الله من خلقه ، السلام عليك يا حبيب الله ، السلام عليك يا سيّد المرسلين وخاتم النّبيّين ، السلام عليك وعلى آلك وأصحابك وأهل بيتك وعلى النّبيّين وسائر الصالحين ، أشهد أنك بلّغت الرسالة وأدّيت الأمانة ، ونصحت الأمة فجزاك الله عنّا أفضل ما جزى رسولا عن أمته « [9] ثم سلم على صاحبيه أبو بكر و عمر رضي الله عنهما .ولا تنسى يا أخي أن تبلغه مني السلام أمانة في عنقك قل له يبلغك السلام عبد من عباد الله حفيد من أحفادك سبقه إليه الشوق و حبسه عنك عذر أقسم على الله أن أن لا يقبض روحه حتى يقف بين يديك مستغفرا الله و مستغفرا بك لله"
فاللهم ارحمه رحمة الفقراء اليك و اغفر له و تجاوز عنه 

الاثنين، مارس 04، 2013

مهنة معطل

 بقلم :مبارك الحسناوي
  عندما حصلت على الإجازة العليا في الشريعة صيف 2006 فرحت فرحا شديدا و ظننت أن الدنيا فتحت لي ذراعيها و أنني خلال بضعة أيام أو شهور سأصير موظفا في إحدى القطاعات الحكومية و سرحت بفكري في المستقبل الذي لا يعلمه إلا الله تعالى و مرت الأيام والأيام إلى أن اضطرتني الظروف إلى انجاز بعض الوثائق الإدارية . عندئذ سألني الموظف عن مهنتي  اضطربت دورتي الدموية و توقف تفكيري لبرهة و أجبته بعد أن تصبب العرق من جبيني " معطل " فأجابني أن هذه ليست مهنة فابحث لك عن مهنة أخرى فكرت و فكرت ثم قررت " بدون " فأجاب : سأسجلك في زمرة المياومين و اقسم أنني حينها لم أدرك لفظها فكيف لي بادراك معناها تظاهرت بالفهم و مضيت و مع الأيام تبين لي ان مياوم هي " ان يكون الرجل مثل الغيث أينما وقع نفع" ثم مع مرور الأيام تبخرت الأحلام و بدأت تتلاشى و بدأ اليقين يسلك طريقه إلى قلبي و وجداني بأن الرجل الحقيقي هو الذي لا يستنكف عن ممارسة أي عمل مشروع يدر عليه رزقا حلالا .
و اخترت من بين المهن كلها" التجارة " لورود الأحاديث الكثيرة في فضلها و تفضيلها على الإجارة  و نظرا لقلة ذات اليد و تواضع الإمكانات المادية كانت التجارة على  الرصيف أو " تافراشت" أو "بائع متجول" اقرب إلى جيبي لكونها لا تتطلب " رأسمال" كبير بل تحتاج إلى "الجبهة العريضة" أو الجرأة  و القدرة على المواجهة و طبعا لم تكن تنقصني الجرأة ولا القدرة على المواجهة و أنا الذي قضيت أزيد من سبع سنوات من النضال أثناء دراستي  بالثانوي و بالجامعة لكن جرأة النضال و الخطابة ليست كجرأة المواجهة مع الباعة و المشترين و الصياح من اجل التسويق للمنتوج الذي بين يدي زد على ذلك أن المجتمع اعتاد ان ينظر إلى و أنا حاملا محفظتي الصغيرة مرتديا هندامي الأنيق و ينادونني بالأستاذ . لكنه اليوم ينظر إلي نظرة رحمة و شفقة على حالي البئيس .
و مما  زاد من معاناة هذا الفرّاش المعطل المسكين انه دائما مطارد أينما حل و ارتحل لأنه "يشوه سمعة المغرب " و "يقضي على جمالية المدينة" لأن "تفرّاشت مظهر غير حضاري " و أن  الدولة لا تستفيد من مهنة تافراشت و غيرها من المبررات التي تبدو واقعية لكن الواقع أكبر من ذلك فلو وجد الشباب مهنا مدرة للدخل أفضل لما لجئوا إلى الرصيف .
و حتى القطاع الخاص  أو " القطّاع الخواص " لا يحترمون الحد الأدنى للأجور و لا شروط السلامة و لا ساعات العمل القانونية – إلا من رحم ربك-
و مما ينبغي التنبيه عليه هنا أن السلطات المحلية ملزمة بإتباع سياسة اجتماعية تتمثل في إدماج فئة الباعة المتجولين " الفرّاشة" ضمن البرامج التنموية - بناء و تجهيز فضاءات قارة بالوسطين القروي و الحضري و ذلك من الإعتمادات المخصصة في برنامجي محاربة الفقر في الوسط الحضري ومحاربة الفقر في الوسط القروي و تمكين الباعة المتجولين المنضوين في إطار جمعيات من تسيير هذه الفضاءات بناء على اتفاقية مكتوبة و تشغيل أصحاب الشهادات منهم- و هم كثر- في القطاعات الحكومية و الابتعاد عن المقاربات الأمنية التي لم تزد المغرب إلا تخلفا