متابعة : مبارك الحسناوي
ليس الغريب أن يسافر الطلبة الحاصلون
على شهادة الباكلوريا من مدنهم و قراهم الى مراكز جامعية بعيدة من أجل اتمام
مشوارهم التعليمي لكن الغريب أن يسافر الطفل الحاصل على شهادة الدروس الإبتدائية من
قريته النائية و التي تبعد ستة و ثمانين
كيلومتراعن الثانوية الإعدادية التي سيواصل فيها مشواره التعليمي .
هذا هو
حال تلاميذ فرعية زاوية سيدي عبد النبي بفم زكيد الواقع تحت النفوذ الترابي لإقليم
طاطا ، حيث يضطرالتلاميذ للإنتقال من
بلدتهم الصغيرة الى قيادة ألوكوم الواقعة 22 كلم شمال فم زكيد و الذي
يبعد بدوره ب 64 كلم عن زاوية سيدي عبد النبي مقر الفرعية و بهذا يكون
التلميذ ملزما بقطع مسافة 86 كلم ذهابا و 86 كلم إيابا .
هذا
البعد يرجع بالأساس حسب المسؤولين الى اعتبارات إدارية إذ زاوية سيدي عبد النبي
تابعة ترابيا لقيادة ألوكوم جماعة ألوكوم و هو تقسيم أملته الدوائر الانتخابية و
إعتبارات أخرى .
و في
حديث معه أكد الأستاذ الباحث محمد نبو أحد
الفاعلين الجمعويين بالمنطقة أن هذا البعد يؤكد على إختلال المفاهيم بين النظرية و
التطبيق في الساسة " ففي الوقت الذي يتحدث المسؤولون عن سياسة القرب يكرسون
سياسة البعد في الواقع التعليمي و الإداري" و يضيف " معاناة الأبناء هي استمرار لمعاناة الآباء الذين يسجلون
ابنائهم و يستخرجون جميع وثائقهم من ألوكوم " ثم أن المنطقة برمتها تعيش
التهميش و الاقصاء و غياب الخدمات الأساسية .