الأحد، أبريل 08، 2012

أسرة الجيش في الشارع؟ !





العيرج إبراهيم :ابن شهيد
                    ...بفضل هبوب رياح التغيير ،ووصول نسائم الربيع الديمقراطي لبيوت فئات كانت إلى غاية الأمس القريب تتهيب من جعل الشارع الفضاء المناسب والأمثل لإسماع صوتها و المطالبة بالالتفات لأوضاعها ، تستعد  شوارع مدينة الرباط العاصمة الإدارية ،وحاضنة المهرجانات التي تصرف خلالها الملايير على حساب القوت اليومي للشعب المغربي، يومه الأحد القادم 08 أبريل 2012 لتشهد وقفة احتجاجية بطعم خاص أمام المؤسسة البكماء التي طالما بقيت بعيدة عن مثل هذه الأحداث كما بقيت بمعزل عن كل رقابة  أو محاسبة .
                     إنها الوقفة التي دعت إليها جموع المتقاعدين من المؤسسة العسكرية رفقة أسرهم  لتخوض في شيخوختها معركة أخرى من نوع خاص  من أجل تحسين أوضاعها ضد عدو داخلي لم تتوقعه بعد أن خاضت  في شبابها حروبا و معارك  ضد البوليساريو بتفان وإخلاص دفاعا عن الشعب والأرض ،بعيدا عن الأبناء و الأهل و الأحباب .
                     فهؤلاء الأبطال الذين أفنوا زهرة أعمارهم في خدمة الجيش والدفاع عن الوحدة الترابية في نكران للذات، متحملين الجوع و العطش و كل أساليب "الحكرة " الحاطة بالكرامة ،و سجلوا بطولاتهم بمداد من فخر في كل المعارك التي شهدتها حرب الصحراء يعيشون الفقر و الهشاشة و التفكك الأسري ،بسبب أوضاعهم الاقتصادية و الاجتماعية التي تستدعي أكثر من التفاتة.
                    فبعد أن شكلوا الدرع الواقي للوطن ،و جعلوا رايته ترفرف عاليا في كل ربوع الصحراء ،و استتب الأمن وعم السلم،و اغتنى من اغتنى وجدوا أنفسهم عند إحالتهم على التقاعد بعد أن وهن العظم و اشتدت الأدواء بهم، يعيشون على هامش المجتمع وقد تنكر لهم الجميع، "بمعاشات" اضطرتهم للبحث عن موارد إضافية لتوفير لقمة العيش لأسرهم ،فمنهم المشتغل في الحراسة الخاصة ،و السائق ،و بائع السجائر بالتقسيط ، و منهم من ينقل البضائع و السلع بعربات مجرورة  باليد و اللائحة طويلة، هذا في الوقت الذي لازالت الدولة تغدق خيرات الشعب على الخونة و المفسدين ومن يسير في ركبهم .
                 فبأي حق يلقى أمثال هؤلاء الذين لا يخلو بيت مغربي من أحدهم في الشوارع للمطالبة بحقهم في العيش الكريم داخل وطن حملوا السلاح من أجله ؟ و إلى متى سيستمر هذا النكران و الجحود ؟و ماذا لو قرروا في حالة عدم الاستجابة لمطالبهم العادلة و المشروعة نقل معركتهم لتشمل كل المدن و القرى و المد اشر ؟   

الجمعة، أبريل 06، 2012

صرخة الاسرى المغاربة : ما بين الاسر في تندوف و المعتصم بالرباط

















http://www.youtube.com/watch?v=Lzd3007eyJY
مبارك الحسناوي: ابن اسير مغربي فر من جحيم تندوف في عطالته السابعة
      ازيد من  14 يوما من الاعتصام- ابتداء من يوم 26/03/2012- قضاها الأسرى المغاربة السابقون لدى جبهة البوليزاريو امام قبة البرلمان  - مؤسسة الممثلين على  الشعب - و بالقرب من قصر الملك الرئيس الاعلى لأركان الحرب العامة، مطالبين الدولة المغربية و مؤسساتها الرسمية - بما فيها المؤسسة العسكرية - بانصافهم و رفح الحيف الواقع عليهم و على ذوي حقوقهم منذ عشرات السنين.و يمكن اجمال مطالبهم في ما يلي:
- التعويض العسكري عن مدة الأسر قبل وبعد اتفاق وقف إطلاق النار،
- المساواة بين جميع الأسرى في حق الاستفادة من السكن ومأذونيات النقل والتعويض عن الترقية في صفوف وحدات القوات المسلحة الملكية.
-  التعويض عن الاقتطاعات من الرواتب طيلة مدة الأسر في سجون بوليساريو.
- اعتماد الجروح والأمراض الواردة في الدفتر العسكري الشخصي والتعويض عنها.
- اعتماد صفة أسير حرب بدل مفقود.
- المساواة في الحقوق بين جميع أسر الحرب سواء كانوا جنودا أو دركيين أو عناصر من القوات المساعدة، .
- وإدماج أبنائهم من حاملي الشهادات في الوظائف المدنية أو العسكرية.
- وطالب أسرى الحرب القيادة العامة للجيش والحكومة بإصدار بطاقات مكفولي الأمة لهم ولأبنائهم و أبناء الشهداء و المفقودين وتفعليها ماديا ومعنويا.
            و للتذكير فقد ذاق الأسرى المغاربة المفرج عنهم في مخيمات البوليساريو، ألوانا من العذاب الجسدي والنفسي طيلة ثلاثة عقود من الزمن، و هو ما أشارت إليه منظمة فرنسا للحريات في تقريرها الشهير سنة 2003 ،ومنظمة العفو الدوليةسنة2002 ومنظمات أخرى غير حكومية . 
فخلال سنوات الاعتقال تم استعمال أساليب التعذيب الأكثر بربرية في حق الأسرى المغاربة بشكل لا يمكن تشبيهه إلا بما يتعرض له الفلسطينيون على أيدي الصهاينة نذكر منها:
*  ممارسة الجنس على بعض الأسرى من طرف حراس السجون الجزائرية الشيء الذي دفع ببعضهم إلى الانتحار لما فيها من مس بشرف الأسير.
* إدخال قنينات زجاجية في مؤخرة الأسرى وإرغامهم على الجلوس أرضا وذلك أثناء استنطاقهم من طرف العسكر الجزائري الذي كان أفراده يتنكرون في لباس صحراوي.
* النزع العنيف لأظافر اليد والأرجل بواسطة كماشة.
* الجلد بسياط مفتولة بأسلاك كهربائية بكل سادية.(يكون الجلادون في أقصى درجات النشوة وهم يسمعون صراخ الأسرى "مزين حسو"أي ما أجمل صوته و هو يصرخ.)
* كي الجسد بأعقاب السجائر وخاصة الخصيتين.
* إدخال رأس الأسير في صهريج مملوء بخليط من الماء والبول والغائط إلى حد الاختناق
* الإخضاع للأعمال الشاقة اليومية من طلوع الفجر إلى ساعات متأخرة من الليل بعضهم حفاة و الآخرون عراة خرق البند 51 المتعلق باللباس(استغلالهم كأيد عاملة بدون أجر فكل البنيات و المرافق المتواجدة بالمخيمات من تأسيس الأسرى المغاربة.)
* وجبة غذائية واحدة في اليوم :عدس مطبوخ في الماء والملح مقدم في أواني حديدية صدئة.
( التجويع، خرق للبند 26 و 27 من الاتفاقية المذكورة.)
* تعريض الأسير للشمس عاريا بعدما تم تلطيخ سائر جسده بمربى وربطه إلى عمود حديدي يعرضه إلى لسعات الزواحف وجميع أنواع الحشرات.
* إحداث جروح بليغة بالجسد بواسطة شفرات الحلاقة والسكاكين وتركها دون علاج حتى التعفن.
* العزل الطويل للأسير في زنزانة أرضية لا تتسع حتى للوقوف.
* الصفع والبصق الدائمين على الوجه والمنع من النوم.
*الحرمان من العناية الصحية والطبية بما في ذلك من خرق للبنود من 15إلى29 من اتفاقية جنيف.
*عدم السماح للأسرى بممارسة شعائرهم الدينية.
*معسكرات احتجاز الأسرى كانت في مناطق مضرة بصحتهم، وغير ملائمة (خرق البنود من 20إلى25 من الاتفاقية المذكورة)
كل هذه الأساليب من التعذيب تركت ندوبا وآثارا لا تمحى من جسد ومن ذاكرة الأسرى المغاربة والتي انعكست سلبا على صحتهم ونفسيتهم.
        و مع فرار أو إطلاق سراح الأسرى بوساطات مختلفة اعتقد الأسرى أنهم قد خرجوا من جحيم البوليزاريو إلى نعيم (الوطن)، لكن مع مرور الأيام تبين أن ما قاتلوا من أجله و حلموا بهم تبخر ، فاضطروا إلى النضال في وطنهم من أجل انتزاع حقوقهم .
     و قد خاض الاسرى منذ عودتهم عدة اشكال نضالية من اجل اتسوية وضعيتهم بدءا بمراسلة كل الجهات المعنية :الوزير الاول في   الحكومة السابقة و رئيس الحكومة  الحالية و القيادة العامة للجيش و الفرق البرلمانية و مؤسسة الحسن الثاني لقدماء العسكريين و قدماء المحاربين كان أخرها اعتصامهم امام قبة البرلمانو الذي دام 65 يوما تكلل بحوار مع ممثلين عن وزارة الداخلية و مؤسسة الحسن الثاني لقدماء العسكريين و قدماء المحاربين رفع بموجبه الاسرى اعتصامهم بعد توقيعهم محضر اتفاق مع الحاضرين لتسوية الوضعية خلال اشهر قليلة لبرفعوا اعتصامهم ظانين خيرا بمؤسسات الدولة التي تنصلت و تمالت و دفعت الى العودة من جديد الى معتصمهم في الرباط التي اصبحت تذكرهم بسنينهم السوداء التي قضوها على التراب الجزائري. 
و في الاخير نتسائل : هل تستطيع الحكومة الحالية انقاذ ماء وجه الدولة المغربية و تعيد الاعتبار لهذه الشريحة التي ضحت بالغالي و النفيس من اجل هذا الوطن ؟

الأحد، أبريل 01، 2012

الموروث الخرائطي الفرنسي و السيناريوهات الممكنة لشمال افريقيا








بقلم :بودريس درهمان

 المتنفذون في الجمهورية الجزائرية يكرهون بشكل كبير الجمهورية الفرنسية، و السؤال المطروح هل يكرهونها فقط لأنها تمثل بالنسبة إليهم المستعمر القديم الذي لا زال يذكرهم بالجراح القديمة، أم يكرهونها لشيء آخر غير معروف؟؟
 الجزائريون المتنفذون الذين يكرهون الجمهورية الفرنسية هم  اليعاقبة الجزائريون Les jacobins؛ و منذ سنة 2010 ارتفعت حدة كراهية هؤلاء اليعاقبة للجمهورية الفرنسية، لأن هذه الأخيرة تحت التأثير  القوي للسياسة الأوروأطلسية  لم تعد  يعقوبية و لا حتى ديكولية كما كانت من قبل.
اليعاقبة الجزائريون يكرهون الجمهورية الفرنسية  لأنها حاضنة الحقائق التاريخية و الجغرافية لكل المنطقة التي كانت تستعمرها و تستبيح ثرواتها؛ و هذه الحقيقة التاريخية و الجغرافية يمكن أن يطلع عليها المتتبع في الوثائق التاريخية و الجغرافية التي يتم رفع السرية عنها و التي يتم تقديمها للعموم.
الفرنسيون و معهم حتى الدول النافذة في مجلس الأمن هم المتحكمون في تفاصيل الحقائق التاريخية و الجغرافية، و هؤلاء و أن كانوا يقرون بقانونية الحدود الموروثة عن الاستعمار الأوروبي، فإنهم يعملون جاهدين لتجاوز كل مخلفات هذه الحدود الغير عادلة و الغير منصفة للتاريخ و للمستقبل، ولتحقيق مبتغاهم هذا يعملون على جعل مجال العلاقات الدولية الحالية متطابق مع طبيعة  التحولات التقنية و المعرفية  التي تخص التكتلات البشرية الحالية.  
في كل مرة يتم فيها الكشف عن  الوثائق و المستندات تكون هذه الوثائق و المستندات في صالح الدول التاريخية؛ و بهذه الطريقة يمكن القول بأنه ليست الجغرافية هي من يصنع  التاريخ بل العكس التاريخ هو من يصنع الجغرافية؛ و بهذه الطريقة يمكن القول بأن الجذر يون الصور يون المتمسكون بأدوات العقل المجرد فقط والذين بواسطته يقومون بتقسيم الأمم و الشعوب سيصابون بالذهول حينما سيكتشفون بأنه حتى هذه الأدوات الصورية التي يستندون عليها يفندها التاريخ بالوثائق و المستندات.
آخر هذه الوثائق و المستندات التي أفصح عنها الفرنسيون تعود بالضبط إلى سنة2010 و هذه الوثائق و المستندات تخص التراب الجزائري و هذه الوثائق  و المستندات تتحدد في الأرشيف الجغرافي العلمي  الذي يتكون من 5640 صفحة الكترونية. قام بالتقديم لهذا الأرشيف الوثائقي الجغرافي الهائل الجنرال الفرنسي جيل روبير GILLES ROBERT رئيس القسم التاريخي للدفاع الوطني الفرنسي.
هذا الأرشيف الوثائقي الجغرافي يؤرخ للتراب المغاربي منذ سنة  1770 حينما التحق مجموعة من المهندسين الجغرافيين بما يسمى في الحوليات التاريخية الفرنسية ب"المخزون الحربي" و الذي يعتبره الفرنسيون حاليا الأب الروحي لـ"القسم التاريخي للدفاع الوطني الفرنسي". هذا القسم التاريخي للدفاع الوطني الفرنسي انفصل سنة 1885 عن القسم الجغرافي؛ و سنة 1940 تحول القسم الجغرافي إلى "المعهد الجغرافي الوطني"...
 نصيب التراب الجزائري من هذا الموروث الجغرافي وافر جدا إذ بلغ عدد 1819 خريطة جغرافية مضاف إليها حوالي 600 ورقة خرائطية... هذا الموروث الخرائطي العلمي يوضح  حدود و طبيعة التراب الجزائري ويفسر بشكل جلي سبب كراهية اليعاقبة الجزائريون للفرنسيين  و للاوروأطلسيين  بالخصوص الذين هم وراء الفصح عن هذا الموروث الخرائطي.
المكونات الاثنية و الطائفية التي يكشف عنها هذا الموروث الخرائطي توضح بشكل جلي حقيقة هذه المنطقة التي لا يمكن تنميطها وفق الأقانيم الإيديولوجية اليعقوبية لأواخر القرن التاسع عشر و منتصف  القرن العشرون.
هذا الموروث العلمي الخرائطي المرفوق بأرشيف خرائطي متعدد  يتحدث عن دول شمال إفريقيا و يستعمل مصطلح "المملكة الجزائرية" حينما يتحدث عن الجزائر و يستعمل مصطلح "الإمبراطورية المغربية" حينما يتحدث عن المملكة المغربية و حينما نتمعن جيدا في تاريخ المنطقة نجد بأن الحقيقة التاريخية كانت كذلك، حيث كانت المملكة المغربية  دائما و منذ عهد المماليك  الأمازيغ  إمبراطورية متحركة و الجمهورية الجزائرية كانت دائما عبارة على شبه مملكة ثابتة.
أولى الخرائط التي تخص الحدود المغربية الجزائرية تعود إلى سنة 1841 و بعد هذا التاريخ توالت الخرائط التي تخص هذه الحدود بمعدل خريطة كل سنة أو خريطة لكل أزمة تاريخية تخص العلاقة بين البلدين. آخر خريطة تخص هذه الحدود هي الخريطة التي ظهرت سنة 1908 و المسجلة تحت رقم T.20.6.B.255 
تؤرخ هذه الخرائط:
1. للشبكات الجهوية التواصلية كشبكات التواصل عبر السكك الحديدية و شبكات التواصل عبر التلغراف و التليفون
2. كما تؤرخ كذلك هذه الخرائط للمعرفة الجيولوجية للمنطقة
3. بالإضافة إلى الخرائط الأركيولوجية (الصفحة 115 من الأرشيف)
هذه هي الحصيلة الخرائطية للموروث الخرائطي  الفرنسي  الذي يخص الحدود المغربية الجزائرية ليبقى السؤال  حول الفلسفة السياسية المؤطرة لرفع السرية عن هذا الكم الهائل من الخرائط؟
بعض السيناريوهات الأوروبية المنتشرة بشكل كبير لدى صناع القرارات السياسية ترى بأن المناطق التاريخية للمماليك المغاربية التي انتزعها  منها الاستعمار الأوروبي وورثها(بتشديد الراء) لجمهوريات إيديولوجية لم تستطع مواكبة قيم الديمقراطية و حقوق الإنسان، من الممكن لهذه المناطق التاريخية أن تعود إلى هذه المماليك التاريخية؛ و يقصدون بالمماليك التاريخية: المملكة الليبية القديمة، المملكة الجزائرية القديمة  و المملكة المغربية الحالية. هذه السيناريوهات الممكنة و الجد منتشرة لدى صناع السياسات الأوروبية بالخصوص تعتمد على منطق ما يسمى "الاندماج الحضاري" ترى هذه السيناريوهات، بأن المناطق التاريخية لشعب الطوارق الموزعة بين شمال دولة مالي و شمال دولة النيجر بالإضافة إلى  جنوب دولة الجزائر من الضروري أن تكون تحت السيادة الجزائرية. نفس الشيء يجب أن يحصل لشمال دولة التشاد حيث يجب جعل هذه المنطقة تحت السيادة الليبية؛  أصحاب هذا السيناريو  يرون بأنه يجب على الجمهورية المصرية استرجاع شمال السودان و المملكة المغربية استرجاع أراضيها التاريخية التي تمتد إلى حدود دولة السنيغال.