الجمعة، أبريل 06، 2012

صرخة الاسرى المغاربة : ما بين الاسر في تندوف و المعتصم بالرباط

















http://www.youtube.com/watch?v=Lzd3007eyJY
مبارك الحسناوي: ابن اسير مغربي فر من جحيم تندوف في عطالته السابعة
      ازيد من  14 يوما من الاعتصام- ابتداء من يوم 26/03/2012- قضاها الأسرى المغاربة السابقون لدى جبهة البوليزاريو امام قبة البرلمان  - مؤسسة الممثلين على  الشعب - و بالقرب من قصر الملك الرئيس الاعلى لأركان الحرب العامة، مطالبين الدولة المغربية و مؤسساتها الرسمية - بما فيها المؤسسة العسكرية - بانصافهم و رفح الحيف الواقع عليهم و على ذوي حقوقهم منذ عشرات السنين.و يمكن اجمال مطالبهم في ما يلي:
- التعويض العسكري عن مدة الأسر قبل وبعد اتفاق وقف إطلاق النار،
- المساواة بين جميع الأسرى في حق الاستفادة من السكن ومأذونيات النقل والتعويض عن الترقية في صفوف وحدات القوات المسلحة الملكية.
-  التعويض عن الاقتطاعات من الرواتب طيلة مدة الأسر في سجون بوليساريو.
- اعتماد الجروح والأمراض الواردة في الدفتر العسكري الشخصي والتعويض عنها.
- اعتماد صفة أسير حرب بدل مفقود.
- المساواة في الحقوق بين جميع أسر الحرب سواء كانوا جنودا أو دركيين أو عناصر من القوات المساعدة، .
- وإدماج أبنائهم من حاملي الشهادات في الوظائف المدنية أو العسكرية.
- وطالب أسرى الحرب القيادة العامة للجيش والحكومة بإصدار بطاقات مكفولي الأمة لهم ولأبنائهم و أبناء الشهداء و المفقودين وتفعليها ماديا ومعنويا.
            و للتذكير فقد ذاق الأسرى المغاربة المفرج عنهم في مخيمات البوليساريو، ألوانا من العذاب الجسدي والنفسي طيلة ثلاثة عقود من الزمن، و هو ما أشارت إليه منظمة فرنسا للحريات في تقريرها الشهير سنة 2003 ،ومنظمة العفو الدوليةسنة2002 ومنظمات أخرى غير حكومية . 
فخلال سنوات الاعتقال تم استعمال أساليب التعذيب الأكثر بربرية في حق الأسرى المغاربة بشكل لا يمكن تشبيهه إلا بما يتعرض له الفلسطينيون على أيدي الصهاينة نذكر منها:
*  ممارسة الجنس على بعض الأسرى من طرف حراس السجون الجزائرية الشيء الذي دفع ببعضهم إلى الانتحار لما فيها من مس بشرف الأسير.
* إدخال قنينات زجاجية في مؤخرة الأسرى وإرغامهم على الجلوس أرضا وذلك أثناء استنطاقهم من طرف العسكر الجزائري الذي كان أفراده يتنكرون في لباس صحراوي.
* النزع العنيف لأظافر اليد والأرجل بواسطة كماشة.
* الجلد بسياط مفتولة بأسلاك كهربائية بكل سادية.(يكون الجلادون في أقصى درجات النشوة وهم يسمعون صراخ الأسرى "مزين حسو"أي ما أجمل صوته و هو يصرخ.)
* كي الجسد بأعقاب السجائر وخاصة الخصيتين.
* إدخال رأس الأسير في صهريج مملوء بخليط من الماء والبول والغائط إلى حد الاختناق
* الإخضاع للأعمال الشاقة اليومية من طلوع الفجر إلى ساعات متأخرة من الليل بعضهم حفاة و الآخرون عراة خرق البند 51 المتعلق باللباس(استغلالهم كأيد عاملة بدون أجر فكل البنيات و المرافق المتواجدة بالمخيمات من تأسيس الأسرى المغاربة.)
* وجبة غذائية واحدة في اليوم :عدس مطبوخ في الماء والملح مقدم في أواني حديدية صدئة.
( التجويع، خرق للبند 26 و 27 من الاتفاقية المذكورة.)
* تعريض الأسير للشمس عاريا بعدما تم تلطيخ سائر جسده بمربى وربطه إلى عمود حديدي يعرضه إلى لسعات الزواحف وجميع أنواع الحشرات.
* إحداث جروح بليغة بالجسد بواسطة شفرات الحلاقة والسكاكين وتركها دون علاج حتى التعفن.
* العزل الطويل للأسير في زنزانة أرضية لا تتسع حتى للوقوف.
* الصفع والبصق الدائمين على الوجه والمنع من النوم.
*الحرمان من العناية الصحية والطبية بما في ذلك من خرق للبنود من 15إلى29 من اتفاقية جنيف.
*عدم السماح للأسرى بممارسة شعائرهم الدينية.
*معسكرات احتجاز الأسرى كانت في مناطق مضرة بصحتهم، وغير ملائمة (خرق البنود من 20إلى25 من الاتفاقية المذكورة)
كل هذه الأساليب من التعذيب تركت ندوبا وآثارا لا تمحى من جسد ومن ذاكرة الأسرى المغاربة والتي انعكست سلبا على صحتهم ونفسيتهم.
        و مع فرار أو إطلاق سراح الأسرى بوساطات مختلفة اعتقد الأسرى أنهم قد خرجوا من جحيم البوليزاريو إلى نعيم (الوطن)، لكن مع مرور الأيام تبين أن ما قاتلوا من أجله و حلموا بهم تبخر ، فاضطروا إلى النضال في وطنهم من أجل انتزاع حقوقهم .
     و قد خاض الاسرى منذ عودتهم عدة اشكال نضالية من اجل اتسوية وضعيتهم بدءا بمراسلة كل الجهات المعنية :الوزير الاول في   الحكومة السابقة و رئيس الحكومة  الحالية و القيادة العامة للجيش و الفرق البرلمانية و مؤسسة الحسن الثاني لقدماء العسكريين و قدماء المحاربين كان أخرها اعتصامهم امام قبة البرلمانو الذي دام 65 يوما تكلل بحوار مع ممثلين عن وزارة الداخلية و مؤسسة الحسن الثاني لقدماء العسكريين و قدماء المحاربين رفع بموجبه الاسرى اعتصامهم بعد توقيعهم محضر اتفاق مع الحاضرين لتسوية الوضعية خلال اشهر قليلة لبرفعوا اعتصامهم ظانين خيرا بمؤسسات الدولة التي تنصلت و تمالت و دفعت الى العودة من جديد الى معتصمهم في الرباط التي اصبحت تذكرهم بسنينهم السوداء التي قضوها على التراب الجزائري. 
و في الاخير نتسائل : هل تستطيع الحكومة الحالية انقاذ ماء وجه الدولة المغربية و تعيد الاعتبار لهذه الشريحة التي ضحت بالغالي و النفيس من اجل هذا الوطن ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق