بقلم : مبارك الحسناوي
منذ ثلاث سنوات خلت و حين عج العالم بالثورات المفاجئة
التي أربكت حسابات الغرب قبل الشرق تفاءل مواطنو " العالم العربي" خيرا
بهذا الإعصار السياسي الذي أطاح برؤوس أينعت – بالمعنى القدحي- و بلغ التفاؤل أقصى
حدوده حتى ظن من ظن أنها نهاية الدكتاتوريات و صرح بعضهم بذلك أمام الملايين عبر
الفضائيات .
و لم يكن
شعوري و أنا مسمرا أمام الجزيرة أتابع
اللحظات الأخيرة لابن على و مبارك بمعزل عن آمال ملايين المقهورين في
العالم المقهور المحروم ، و لم أكن يومها من الأغلبية الصامتة بل آمنت بضرورة
تغيير الواقع من الأسوإ إلى الأحسن و ناضلت مع من ناضل لكن نضال ما بعد الربيع الديمقراطي
كان بطعم خاص . خرج الشعب المغربي كغيره من الشعوب التواقة للحرية و العدالة و
الكرامة و سعة العيش.
لكن احدهم صفعني أثناء نشوة الانتصار و الحراك قائلا:"لا
تتفاءل كثيرا فالهدوء تليه العاصفة "تجاهلت خطابه حينها تجاهل الواثق في حراك
الشعوب،لكن بعد مرور الأيام و الشهور تبين لي أن مقالته كانت في محلها و أن ظنه
كان صادقا ، فها قد مرت أزيد من ثلاث سنوات على بداية الربيع الديمقراطي و ما أزهر
في وطننا إلا شوكا و حنظلا بل انتكست فيه الحقوق و تراجع في الاقتصاد و شهد
محاكمات صورية و اعتقالات تعسفية شملت عددا من
رواد الحركة الاحتجاجية- حركة 20 فبراير - و رموزها و زاد التضييق على الأصوات و الأقلام
الحرة فاستمر التضييق و المنع على احمد السنوسي و رشيد غلام و تم التضييق على منير
أكزناي و فاطمة الافريقي بل هددت و اعتقل رشيد
نيني و معاذ الحاقد و شهدت هذه الفترة
تعنيف و اعتقال عدد من المدونين ، هذا فضلا عن التدخلات الامنية العنيفة في حق
المعطلين و التي تسببت في استشهاد كريم الشايب و محمد بودروة كمال العماري و كمال
الحسايني و عبد الوهاب زيدون و غيرهم و لا ننسى نصيب و حظ جماعة العدل و الاحسان
الذي كان وافرا و تمثل في استمرار تشميع البيوت و اعتقال أعضائها و منع أنشطتها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق